عايشنها صح
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر في منتدانا عايشنها صح حيث الدراسة والمتعة في عالم واحد نتمنى انضمامك الى كوكبنا الرائع
عايشنها صح
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر في منتدانا عايشنها صح حيث الدراسة والمتعة في عالم واحد نتمنى انضمامك الى كوكبنا الرائع
عايشنها صح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحقوق الزوجية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائرة الليل

زائرة الليل


انثى الحمل عدد المساهمات : 904
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 32

الحقوق الزوجية Empty
مُساهمةموضوع: الحقوق الزوجية   الحقوق الزوجية Emptyالثلاثاء يناير 25, 2011 11:34 am

إن الإسلام قد وضع حقوقاً على الزوجين، وهذه
الحقوق منها ما هو مشترك بين الزوجين، ومنها ما هو حق للزوج على زوجته،
ومنها ما هو حق للزوجة على زوجها.




وإن الحياة الزوجية بحقوقها وواجباتها والتزاماتها لتمثل بناءاً ضخماً جميلاً يعجب الناس منظره.




وإن أي نقص في أي حق من الحقوق الزوجية سواء كان حقاً مشتركاً أو خاصاً يسبب شرخاً عظيماً في بناء الأسرة المسلمة.




وليت هذا النقص – أيها الأخوة – يعود أثره على الزوجين فقط.




بل إن أي تقصير أو نقص في واحد من هذه الحقوق وخاصة الحقوق الظاهرة التي
يراها الأبناء والبنات سيكون أثره على الأبناء والبنات جميعاً على حد سواء.




فإن الولد سواءً كان ابناً أو بنتاً، إذا كان يصبح ويمسي على شجار وخلاف
بين أبويه، وترى البنت أمها لا تقوم بحق والدها حق القيام ويرى الابن أباه
لا يقوم بحق أمه حق القيام. لا شك أن هذا سيورث عندهما تصوراً خاطئاً
وسيئاً ويجعل الأب والأم في قفص الاتهام دائماً من قبل الابن أو البنت.




وإن الزوجين إذا التزما منهج الإسلام الكامل في الحقوق الزوجية عاشا في
ظلال الزوجية الوارف سعداء آمنين. لا تعكرهما أحزان المشاكل؛ ولا تقلقهما
حادثات الليالي.




والحقوق الزوجية ثلاثة:




1- حق الزوجة على زوجها.




2- حق الزوج على زوجته.




3- حقوق مشتركة بينهما.




أما حق الزوجة على زوجها:




1- توفية مهرها كاملاً امتثالاً لقوله تعالى: وآتوا النساء صدقاتهن نحلة.




فلا يجوز للزوج ولا لغيره من أب أو أخ أن يأخذ من مهرها شيئاً إلا برضاها.




فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً.




2- الحق الثاني: الإنفاق عليها:




وهذه النفقة تتناول نفقة الطعام والكسوة، والعلاج والسكن لقوله: وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف.




3- الحق الثالث: وقايتها من النار: امتثالاً لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً.




قال علي في قوله تعالى: قوا أنفسكم وأهليكم ناراً أدبوهم وعلموهم. أهـ.




وكذلك يخبر أهله بوقت الصلاة وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها.




وإذا كان الزوج لا يستطيع تعليم امرأته فلييسر لها أسباب التعليم، أعني
بالتعلم تعلم أحكام الدين، ومعرفة ما أوجب الله عليها ومعرفة ما نهاها الله
عنه.




لكن المصيبة إذا كان الزوج نفسه واقع في الحرام؛ فهي الطامة الكبرى، لأن الرجل قدوة أهل بيته، والقدوة من أخطر وسائل التربية.




عن فضيل بن عياض قال: رأى مالك بن دينار رجلاً يسيء صلاته، فقال: ما أرحمني
بعياله، فقيل له: يا أبا يحيى يسيء هذا صلاته وترحم عياله؟




قال: إنه كبيرهم ومنه يتعلمون.




ومن المصيبة أيضاً ومن النقص العظيم أن يُنزل الرجل نفسه في غير منزلتها
اللائقة بها، فإن الله تعالى جعل الرجال قوامين على النساء، ومن شأنه أن
يكون مطاعاً لا مطيعاً، متبوعاً لا تابعا.




وما المرء إلا حيث يجعل نفسه فإن شاء أعلاها وإن شاء سفّلا




وقد استشرى داء تسلط المرأة وطغيانها في أوساطنا بسبب التقليد تارة، وبسبب ضعف شخصية الزوج أو التدليل الزائد تارة أخرى.




وهو من أخطر الأمور وأكثرها إيذاءً، فالكلمة الأولى والأخيرة بيد المرأة،
والزوج مجرد منفذ لهذه الأوامر، ومن أجل ذلك تجد في صفات بعض المسلمين
اليوم الميوعة والضعف والانهزامية واللامبالاة.




4- الحق الرابع: أن يغار عليها في دينها وعرضها، إن الغيرة أخص صفات
الرجل الشهم الكريم، وإن تمكنها منه يدل دلالة فعلية على رسوخه في مقام
الرجولة الحقة والشريفة.




وليست الغيرة تعني سوء الظن بالمرأة والتفتيش عنها وراء كل جريمة دون ريبة.




فعن جابر بن عتيك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ((إن من الغيرة
غيره يبغضها الله وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة)) [رواه أحمد وأبو
داود، وحسنه الألباني في الرواء].




وقد نظم الإسلام أمر الغيرة بمنهج قويم:




1) أن يأمرها بالحجاب حين الخروج من البيت.




2) أن تغض بصرها عن الرجال الأجانب.




3) ألا تبدي زينتها إلا للزوج أو المحارم.




4) ألا تخالط الرجال الأجانب ولو أذن بذلك زوجها.




5) أن لا يعرضها للفتنة كأن يطيل غيابه عنها، أو يشتري لها تسجيلات الخنا والفحش.




5- الحق الخامس: وهو من أعظم حقوقها: المعاشرة بالمعروف.




والمعاشرة بالمعروف تكون بالتالي:




حسن الخلق معها، فقد روى الطبراني عن أسامة بن شريك مرفوعاً: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً)) [حديث صحيح].




ومن حسن الخلق أن تحترم رأيها وأن لا تهينها سواء بحضرة أحد أم لا. ومن حسن
الخلق إذا صدر منك الخطأ أن تعتذر منها كما تحب أنت أن نعتذر منك إذا
أخطأت عليك، وهذا لا يغض من شخصك أبداً، بل يزيدك مكانة ومحبة عندها.




ومن المعاشرة بالمعروف التوسيع بالنفقة عليها وعلى عيالها.




ومنها استشارتها في أمور البيت وخطبة البنات، وقد أخذ النبي بإشارة أم سلمة يوم الحديبية.




ومنها: أن يكرمها بما يرضيها، ومن ذلك أن يكرمها في أهلها عن طريق الثناء
عليهم بحقٍ أمامها ومبادلتهم الزيارات ودعوتهم في المناسبات.




ومنها أن يمازحها ويلاطفها، ويدع لها فرصاً لما يحلو لها من مرح ومزاح، وأن
يكون وجهه طلقاً بشوشاً، وأن إذا رآها متزينة له لابسة لباساً جديداً أن
يمدحها ويبين لها إعجابه فيها، فإن النساء يعجبهن المدح.




ومنها التغاضي وعدم تعقب الأمور صغيرها وكبيرها، وعدم التوبيخ والتعنيف في كل شيء.




فعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يقل له قط أفٍ (ولا قال لشيء
فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله لا فعلت كذا) [رواه البخاري ومسلم].




ومن المعاشرة بالمعروف: أن يتزين لها كما يحب أن تتزين له، ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف.




ومنها أن يشاركها في خدمة بيتها إن وجد فراغاً.




فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه و
سلم يكون في مهنة أهله -يعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)
[رواه البخاري].




تلكم كانت أهم الحقوق التي يجب أن تقوم بها الزوج تجاه زوجته كما أمر الإسلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائرة الليل

زائرة الليل


انثى الحمل عدد المساهمات : 904
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 32

الحقوق الزوجية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحقوق الزوجية   الحقوق الزوجية Emptyالثلاثاء يناير 25, 2011 11:35 am

حقوق الزوجين
جعل الإسلام لكل من الزوجين حقوقًا كما
جعل عليه واجبات، يجب أن يعلمها خير عِلم، حتى يؤدي ما عليه من واجب خير
أداء، ويطلب ما له من حق بصورة لائقة، وإذا علم الزوج والزوجة ما له وما
عليه، فقد ملك مفتاح الطمأنينة والسكينة لحياته، وتلك الحقوق تنظم الحياة
الزوجية، وتؤكد حسن العشرة بين الزوجين، ويحسن بكل واحد منهما أن يعطى قبل
أن يأخذ، ويفي بحقوق شريكه باختياره؛ طواعية دون إجبار، وعلى الآخر أن
يقابل هذا الإحسان بإحسان أفضل منه، فيسرع بالوفاء بحقوق شريكه كاملة من
غير نقصان.
حقوق الزوجة:
للزوجة حقوق على زوجها يلزمه الوفاء بها، ولا يجوز له التقصير في أدائها، قال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف} [البقرة: 228] .
وهذه الحقوق هي:
1-
النفقة: أوجب الإسلام على الرجل أن ينفق على زوجته من ماله وإن كانت
ميسورة الحال، فيوفر لها الطعام والشراب والمسكن والملبس المناسب بلا تقصير
ولاإسراف، قال تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما
آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما أتاها} [الطلاق:7]. وقال: {وأسكنوهن
من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن} [الطلاق: 6].
وقد رغب
النبي صلى الله عليه وسلم في النفقة على الزوجة والأبناء، فقال صلى الله
عليه وسلم: (دينار أنفقتَه في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار
تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على
أهلك)_[مسلم]. وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: (إذا أنفق الرجل على أهله
نفقة وهو يحتسبها (أي: يبتغى بها وجه الله ورضاه) كانت له صدقة) [متفق
عليه].
وإذا أنفقت المرأة من مال زوجها في سبيل الله من غير إفساد ولا
إسراف، كان ذلك حسنة في ميزان زوجها، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: إذا
أنفقت المرأة من طعام بيتها -غير مفسدة- كان لها أجرها بما أنفقتْ،
ولزوجها أجره بما كسب [مسلم].
وللزوجة أن تأخذ من مال زوجها -من غير
إذنه- ما يكفيها، إذا قصر في الإنفاق عليها وعلى أبنائها، ولا تزيد عن حد
الكفاية. فقد سألتْ السيدة هند بنت عتبة -رضي الله عنها- رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إنَّ أبا سفيان (زوجها) رجل شحيح،
وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه، وهو لا يعلم، فقال صلى الله
عليه وسلم: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) [متفق عليه] .
2- حسن العشرة:
يجب على الرجل أن يدخل السرور على أهله، وأن يسعد زوجته ويلاطفها، لتدوم
المودة، ويستمر الوفاق. قال تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى
أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا} [النساء: 19] .
وقد كان
النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا عمليّا لحسن معاشرة النساء، فكان يداعب
أزواجه، ويلاطفهن، وسابق عائشة -رضي الله عنها- فسبقتْه، ثم سابقها بعد ذلك
فسبقها، فقال: (هذه بتلك) [ابن ماجه] وقال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا
خيركم لأهلي) [ابن ماجه] .
وقال صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين
إيمانًا أحسنهم خلقًا، وألطفهم بأهله)_الترمذي]، وتقول السيدة عائشة -رضي
الله عنها-: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله (أي: يساعدهن
في إنجاز بعض الأعمال الخاصة بهن)، فإذا سمع الأذان خرج. [البخاري،
وأبوداود].
ولحسن العشرة بين الزوجين صور تؤكِّد المحبة والمودة، وهي:
-
السماح للزوجة بالتعبير عن رأيها: فالحياة الزوجية مشاركة بين الزوجين،
والرجل يعطي زوجته الفرصة لتعبر عن رأيها فيما يدور داخل بيتها، وهذا مما
يجعل الحياة بين الزوجين يسيرة وسعيدة. ويجب على الرجل أن يحترم رأي زوجته،
ويقدره إذا كان صوابًا، وإن خالف رأيه. فذات يوم وقفت زوجة عمر بن الخطاب
لتراجعه (أي تناقشه) -رضي الله عنهما- فلما أنكر عليها ذلك، قالت: ولِمَ
تنكر أن أراجعَك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجِعْنه.
[البخاري].
ولما طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة أن يتحللوا من
العمرة ليعودوا إلى المدينة (وكان ذلك عقب صلح الحديبية سنة ست من
الهجرة)، تأخر المسلمون في امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا
محزونين من شروط صلح الحديبية، وعدم تمكنهم من أداء العمرة في ذلك العام،
فدخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سلمة -رضي الله عنها- فذكر لها ما
لقى من الناس، فقالت أم سلمة: يا رسول الله. أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم
أحدًا منهم، حتى تنحر بُدْنَك، وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلم أحدًا
منهم حتى فعل ذلك، فلما رأى المسلمون ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم زال
عنهم الذهول، وأحسوا خطر المعصية لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقاموا
ينحرون هَدْيهَم، ويحلق بعضهم بعضًا، وذلك بفضل مشورة أم سلمة.
-التبسم
والملاطفة والبر: يجب على الرجل أن يكون مبسوط الوجه مع أهله، فلا يكون
متجهمًا في بيته يُرهب الكبير والصغير، بل يقابل إساءة الزوجة بالعفو
الجميل، والابتسامة الهادئة مع نصحها بلطف، فتسود المحبة تبعًا لذلك ويذهب
الغضب.
فعن معاوية بن حيدة -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله! ما
حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: (أن تطعمها إذا طعمتَ، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا
تضرب الوجه ولا تقبح (أي: لا تقل لها: قبحك الله)، ولا تهجر إلا في البيت)
[أبو
داود، وابن حبان]، وقال صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيرًا، فإن
المرأة خلقت من ضِلَع، وإن أعوج ما في الضِّلَع أعلاه؛ فإن ذهبتَ تقيمه
كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج) [متفق عليه] .
3- تحصين الزوجة بالجماع:
الجماع حق مشترك بين الزوجين، يستمتع كل منهما بالآخر، فبه يعف الرجل
والزوجة، ويبعدا عن الفاحشة، ويُؤْجرا في الآخرة. وللزوجة على الرجل أن
يوفيها حقها هذا، وأن يلاطفها ويداعبها، وعلى المرأة مثل ذلك.
وقد اجتهد بعض العلماء؛ فقالوا: إنه يستحب للرجل أن يجامع زوجته
مرة
-على الأقل- كل أربع ليال، على أساس أن الشرع قد أباح للرجل الزواج بأربع
نسوة، ولا يجوز للرجل أن يسافر سفرًا طويلاً، ويترك زوجته وحيدة، تشتاق
إليه، وترغب فيه. فإما أن يصطحبها معه، وإما ألا يغيب عنها أكثر من أربعة
أشهر.
4- العدل بين الزوجات: من عظمة التشريع الإسلامي، ورحمة الله
بعباده المؤمنين، ومنعًا للفتنة وانتشار الفاحشة، ورعاية للأرامل اللاتي
استشهد أزواجهن، وتحصينًا للمسلمين، أباح الإسلام تعدد الزوجات، وقصره على
أربع يَكُنَّ في عصمة الرجل في وقت واحد، والمرأة الصالحة لا تمنع زوجها من
أن يتزوج بأخرى، إذا كان في ذلك إحصان له، أو لمرض أصابها، أو لرعاية
أرملة، أو لمجابهة زيادة عدد النساء في المجتمع عن عدد الرجال، فإذا تزوج
الرجل بأكثر من واحدة فعليه أن يعدل بينهن، قال تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم
من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم إلا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت
أيمانكم} [النساء: 3].
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من لا يتحرى
العدل بينهن، فقال صلى الله عليه وسلم: (من كانت له امرأتان، يميل مع
إحداهما على الأخرى، جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط) [الترمذي]. وكان
النبي صلى الله عليه وسلم يعدل بين زوجاته، حتى إنه كان يقرع بينهن عند
سفره. [البخاري] .
والعدل بين الزوجات يقتضي الإنفاق عليهن بالتساوي في
المأكل والمشرب، والملبس والمسكن، والمبيت عندهن، أما العدل بينهن في
الجانب العاطفي، فذلك أمر لا يملكه الإنسان، فقد يميل قلبه إلى إحدى زوجاته
أكثر من ميله للأخرى، وهذا لا يعنى أن يعطيها أكثر من الأخريات بأية حال
من الأحوال.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل، ثم يقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا
تلمني فيما تملك ولا أملك) [أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه]. وفي
ذلك نزل قوله تعالى: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا
تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة} [النساء: 129] .
5- المهر: وهو أحد
حقوق الزوجة على الزوج، ولها أن تأخذه كاملا، أو تأخذ بعضه وتعفو عن البعض
الآخر، أو تعفو عنه كله، وقد ورد فيما سبق تفصيلاً.
حقوق الزوج:
يمثل
الرجل في الأسرة دور الربان في السفينة، وهذا لا يعني إلغاء دور المرأة،
فالحياة الزوجية مشاركة بين الرجل والمرأة، رأس المال فيها المودة والرحمة،
والرجل عليه واجبات تحمل أعباء الحياة ومسئولياتها، وتحمل مشكلاتها، وكما
أن للمرأة حقوقًا على زوجها، فإن له حقوقًا عليها، إذا قامت بها سعد وسعدت،
وعاشا حياة طيبة كريمة، قال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال
عليهن درجة والله عزيز حكيم} [البقرة: 228] .
وقد سألت السيدة عائشة
-رضي الله عنها- رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: أي الناس أعظم حقًّا
على المرأة؟ قال: (زوجها)، فقالت: فأي الناس أعظم حقًّا على الرجل؟ قال:
(أمه) [الحاكم، والبزار].
وللرجل على المرأة حق القوامة، فعلى المرأة أن
تستأذن زوجها في الخروج من البيت، أو الإنفاق من ماله، أو نحو ذلك، ولكن
ليس للزوج أن يسيء فهم معنى القوامة، فيمنع زوجته من الخروج، إذا كان لها
عذر مقبول، كصلة الرحم أو قضاء بعض الحاجات الضرورية. فما أكرم النساء إلا
كريم، وما أهانهن إلا لئيم.
والقوامة للرجل دون المرأة، فالرجل له
القدرة على تحمل مشاق العمل، وتبعات الحياة، ويستطيع أن ينظر إلى الأمور
نظرة مستقبلية، فيقدم ما حقه التقديم، ويؤخر ما حقه التأخير، قال تعالى:
{الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من
أموالهم} [النساء: 34] .
ومن الحقوق التي يجب على الزوجة القيام بها تجاه زوجها:
1-الطاعة:
أوجب
الإسلام على المرأة طاعة زوجها، ما لم يأمرها بمعصية الله تعالى، فلا طاعة
لمخلوق في معصية الخالق، وقد أعدَّ الله تعالى لها الجنة إذا أحسنت طاعته،
فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت
فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) [أحمد،
والطبراني].
وقال أيضًا: (أيما امرأة ماتت، وزوجها عنها راضٍ؛ دخلت
الجنة) [ابن ماجه]. وروى عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: جاءت امرأة إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله. أنا وافدة النساء إليك؛
هذا الجهاد كتبه الله على الرجال، فإن يصيبوا أجروا، وإن قتلوا كانوا أحياء
عند ربهم يرزقون، ونحن -معشر النساء- نقوم عليهم، فما لنا من ذلك؟ فقال
صلى الله عليه وسلم: (أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج، واعترافًا
بحقه يعدل ذلك (أي: يساويه (وقليل منكن من يفعله) [البزار، والطبراني].
2- تلبية رغبة الزوج في الجماع:
يجب
على المرأة أن تطيع زوجها إذا طلبها للجماع، درءًا للفتنة، وإشباعًا
للشهوة، قال صلى الله عليه وسلم: (إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في
صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم من امرأة ما يعجبه فليأتِ أهله، فإن ذلك يرد ما
في نفسه) [مسلم]. وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا : (إذا دعا الرجل امرأته
إلى فراشه، فلم تأته، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح)
[البخاري، ومسلم، وأحمد].
ولا طاعة للزوج في الجماع إذا كان هناك مانع شرعي عند زوجته، ومن ذلك :
- أن تكون المرأة في حيض أو نفاس .
-
أن تكون صائمة صيام فرض؛ كشهر رمضان، أو نذر، أوقضاء، أو كفارة، أما في
الليل فيحل له أن يجامعها؛ لقوله تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى
نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} [البقرة: 187] .
- أن تكون مُحْرِمَة بحج أو عمرة .
أن يكون قد طلب جماعها في دبرها
ما يحلّ للرجل من زوجته في فترة حيضها:
يحرم
على الرجل أن يجامع زوجته وهي حائض؛ لقوله تعالى: {فاعتزلوا النساء في
المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن} [البقرة: 222]، ويجوز للرجل أن يستمتع
بزوجته فيما دون فرجها.
وعن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يأمر إحدانا إذا كانتْ حائضًا أن تأتزر ويباشرها فوق
الإزار. [مسلم]. فإذا جامع الرجل زوجته وهي حائض، وكان عالمًا بالتحريم،
فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، عليه أن يتوب منها، وعليه أن يتصدق بدينار إن
كان الوطء في أول الحيض، وبنصف دينار إن كان في آخره؛ لقوله صلى الله عليه
وسلم: (إذا واقع الرجل أهله، وهي حائض، إن كان دمًا أحمر فليتصدَّقْ
بدينار، وإن كان أصفر فليتصدَّقْ بنصف دينار)_[أبو داود، والحاكم]. ويقاس
النفاس على الحيض.
3- التزين لزوجها:
حيث يجب على المرأة أن تتزين
لزوجها، وأن تبدو له في كل يوم كأنها عروس في ليلة زفافها، وقد عرفت أنواع
من الزينة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ كالكحل، والحناء، والعطر. قال
صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالإثمد، فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر)
[الترمذي، والنسائي].
وكانت النساء تتزين بالحلي، وترتدي الثياب
المصبوغة بالعُصْفُر (وهو لون أحمر)، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم
صحابته ألا يدخل أحدهم على زوجته فجأة عند عودته من السفر؛ حتى تتهيأ
وتتزين له، فعن جابر-رضي الله عنه -أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن
يَطْرُقَ الرجل أهله ليلاً.
[متفق عليه].
وما أبدع تلك الصورة التي
تحكيها إحدى الزوجات، فتقول: إن زوجي رجل يحتطب (يقطع الأخشاب، ويجمعه من
الجبل، ثم ينزل إلى السوق فيبيعها، ويشترى ما يحتاجه بيتنا)، أُحِسُّ
بالعناء الذي لقيه في سبيل رزقنا، وأحس بحرارة عطشه في الجبل تكاد تحرق
حلقي، فأعد له الماء البارد؛ حتى إذا قدم وجده، وقد نَسَّقْتُ متاعي،
وأعددت له طعامه، ثم وقفتُ أنتظره في أحسن ثيابي، فإذا ولج (دخل) الباب،
استقبلته كما تستقبل العروسُ الذي عَشِقَتْهُ، فسلمتُ نفسي إليه، فإن أراد
الراحة أعنته عليها، وإن أرادني كنت بين ذراعيه كالطفلة الصغيرة يتلهى بها
أبوها. وهكذا ينبغي أن تكون كل زوجة
مع زوجها. فعلى المرأة أن
تَتَعَرَّف الزينة التي يحبها زوجها، فتتحلى بها، وتجود فيها، وعليها أن
تعرف ما لا يحبه فتتركه إرضاءً وإسعادًا له، وتتحسَّس كل ما يسره في هذا
الجانب.
4- حق الاستئذان:
ويجب على المرأة أن تستأذن زوجها في أمور
كثيرة منها صيام التطوع، حيث يحرم عليها أن تصوم بغير إذنه، قال صلى الله
عليه وسلم: (لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد (أي: حاضر) إلا بإذنه، ولا
تأذن في بيته إلا بإذنه) [متفق عليه]. وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: (ومن
حق الزوج على الزوجة ألا تصوم إلا بإذنه، فإن فعلت جاعت وعطشت ولا يقبل
منها) [الطبراني]. ولا يجوز للمرأة أن تأذن في بيت زوجها إلا بإذنه، ولا أن
تخرج من بيتها لغير حاجة إلا بإذنه.
عن ابن عباس وابن عمر قالا: أتت
امرأة من خثعم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة أيِّم (لا
زوج لي)، وأريد أن أتزوج، فما حق الزوج؟ قال: (إن حق الزوج على الزوجة: إذا
أرادها فراودها وهي على ظهر بعير لا تمنعه، ومن حقه ألا تعطي شيئًا من
بيته إلا بإذنه، فإن فعلتْ كان الوزر عليها، والأجر له، ومن حقه ألا تصوم
تطوعًا إلا بإذنه، فإن فعلت جاعت وعطشت، ولم يُتقبَّل منها، وإن خرجت من
بيتها بغير إذنه لعنتها الملائكة حتى ترجع إلى بيته أو أن تتوب) [البيهقى،
والطبراني].
5- المحافظة على عرضه وماله:
يجب على المرأة أن تحافظ
على عرضها، وأن تصونه عن الشبهات، ففي ذلك إرضاء للزوج، وأن تحفظ مال زوجها
فلاتبدده، ولاتنفقه في غير مصارفه الشرعية، فحسن التدبير نصف المعيشة،
وللزوجة أن تنفق من مال زوجها بإذنه. عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: إذا
أنفقت المرأة من طعام بيتها -غير مفسدة- كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها
أجره بما كسب. [مسلم].
6- الاعتراف بفضله:
يسعى الرجل ويكدح؛ لينفق
على زوجته وأولاده، ويوفر لهم حياة هادئة سعيدة، بعيدة عن ذل الحاجة
والسؤال، والرجل يحصن زوجته بالجماع، ويكفيها مئونة مواجهة مشاكل الحياة؛
ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد، لأمرت
المرأة أن تسجد لزوجها، من عظم حقه عليها) [أبو داود، والترمذي، وابن
حبان].
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم النساء أن يجحدن فضل أزواجهن،
فقال صلى الله عليه وسلم: (اطلعتُ في النار، فإذا أكثر أهلها النساء؛ يكفرن
العشير، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك
خيرًا قط) [البخاري]. ولا يخفى على الزوجة عظم فضل زوجها عليها، فعليها أن
تديم شكره والثناء عليه؛ لتكون بذلك شاكرة لله رب العالمين.
7- خدمة الزوج:
الزوجة
المسلمة تقوم بما عليها من واجبات، تجاه زوجها وبيتها وأولادها وهي راضية،
تبتغي بذلك رضا ربِّها تعالى، فقد كانت أسماء بنت أبي بكر تخدم زوجها
الزبير بن العوام -رضي الله عنه- في البيت، وكان له فرس، فكانتْ تقوم على
أمره.
كما كانت فاطمة -رضي الله عنها، بنت رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- تقوم بالخدمة في بيت علي بن أبي طالب زوجها، ولم تستنكف عن القيام
باحتياجاته، ولما طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمًا يعينها على
شئون البيت، ولم يكن ذلك متوفرًا، أمرها الرسول صلى الله عليه وسلم بأن
تذكر الله إذا أوت إلى فراشها، فتسبح وتحمد وتكبر، فهذا عون لها على ما
تعانيه من مشقة.
وهذا الحق من باب الالتزام الديني، وليس حقًّا قضائيًّا، وعلى هذا نصَّ الشافعي وأحمد وابن حزم وغيرهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائرة الليل

زائرة الليل


انثى الحمل عدد المساهمات : 904
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 32

الحقوق الزوجية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحقوق الزوجية   الحقوق الزوجية Emptyالثلاثاء يناير 25, 2011 11:36 am

رع
الزواج لأغراض سامية نبيلة ، ففي الزواج ابتغاء النسل الصالح ، وفي النسل
الصالح عزة وفخار للوالدين والأسرة والأمة ، وفي الزواج الاستعانة على
التحلي بأبهى خصلة من خصال المجد ، هي العفاف وبالعفاف يسود الأمن،وتسلم
علاقات التعاون والوفاق من الانقلاب إلى تناكر وشقاق .





وفي
الزواج التعاون على مرافق الحياة: الزوجة تدبر المنزل ، وترعي الولد ،
والزوج يمد المنزل بما يسد حاجاته ، ويقيم حول سياجا من المهابة والصيانة
وفي الزواج كسب صداقة أسرة ، إذ ينعقد بينك وبين آل الزوجة رابطة المصاهرة ،
وقد تبلغ هذه الرابطة في قوتها وصفائها مبلغ قرابة الأرحام . وهذه الأغراض
الشريفة لا تنتظم على وجهها الصحيح ، ولا تأتي بثمراتها الطيبة إلا أن
تسير المعاشرة بين الزوجين في طريق الألفة وصفاء الود.

ونحن عندما نتأمل في الأنظمة والآداب التي رسمها الإسلام لرابطة الزوجية،
نجدها قائمة على رعاية هذه الغاية، أعني : حسن المعاشرة ، أشد الرعاية .



كان
للعرب في الجاهلية أنواع من النكاح مختلفة ،فأبطل الإسلام ما كان منها
شبيهاً بالسفاح ، وأقر النوع الذي فيه صيانة العرض وحفظ النسل ، والذي يمكن
أن تنظم به المعاشرة محفوفة بمحبة وصفاء ، وهو الزواج الجاري بين الناس
منذ مطلع فجر الإسلام .






حث
الدين الحنيف على الزواج ، وجعله من سنة الذين اصطفى من عبادة ، وأنكر على
تحدثه نفسه بإيثار حياة العزوبية على حياة الزوجية ، ومن شواهد هذا قوله
عليه الصلاة والسلام ، لقوم ائتمروا على يتركوا الزواج لينقطعوا إلى
العبادة : " لكني أصوم وافطر ، واصلي وارقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني "



وارشد إلى اختيار الزوجية ، ونبه على أن ذات الدين أحق بالاختيار ، فقال صلى الله عليه وسلم : " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين ، تربت يداك "





وفضل
الدين على المال والحسب والجمال من جهة أنه يضمن الأخلاق المهذبة ،
والآداب الراقية ، ويجمع لصاحبته الصيانة من أطرافها ، والمراد من الحديث
أن الناشئة في حلية الدين وإن لم تكن بارعة الجمال ، تفضل غيرها ممن لم
تتحل بالدين ، وإن كانت موسرة أو حسيبة أو فائقة الجمال .






ينهي
الدين ـ حفظا للقلوب من مواقع الفتن ـ أن يرسل الإنسان نظرة في محاسن
امرأة أجنبية ، ولكنه رغبة منه في دوام العشرة بين الزوجين أذن للرجل في أن
ينظر إلى وجه المرأة التي يريد التزوج بها قبل العقد عليها ، فقال عليه
الصلاة والسلام للمغيرة ، حين خطب امرأة من الأنصار : " انظر إليها ، فانه أحرى أن يؤدم بينكما " أي تكون بينكما المودة والوفاق .






وجعل الشارع للمرأة ووليها :
الحق في رعاية كفاءة الزوج ، فإن اقتران المرأة بمن لا يكافئها في عفاف
ونسب ومال وسلامة من العيوب البدنية : يجر إليها وإلى وليها حطة ، ويقف
عثرة في سبيل المعاشرة المستحبة بين الزوجين .



قيل لأعرابي : فلان يخطب فلانة فقال : أموسر من عقل ودين ؟ قالوا : نعم قال : فزوجوه .


وقال رجل للحسن : إن لي بنية وإنها تخطب ، فبمن أزوجها ؟ قال : زوجها ممن يتقي الله ، فإن أحبها أكرمها ، وإن ابغضها لم يظلمها .





ولقدرة
الرجال على اكتساب المال من طرق لا يقدر عليها النساء ، أو لا ينبغي لهن
مباشرتها ، فرض الشارع على الرجل نفقة الزوجية ، ويرجع تقديرها إلى ما
يتراضيان عليه ، فإن لم يتراضيا على مقدار النفقة أو كيفيتها ، قررها أ ولو
الأمر بما يقتضيه حال المرأة وحال الزوج في يسر وعسر .






جاءت
هند بيت عتبة زوجة أبي سفيان فقالت : يا رسول الله ، إن أبا سفيان رجل
شحيح ، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم . فقال " خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف "






وقد
راعى الشارع في كثير من حقوق الزوجين العرف الحسن الذي يجري بين الناس،
فاوجب على الرجل إسكان الزوجة في منزل يليق بها ، وأن يأتي لها بخادمة في
المنزل وإن كانت ممن تخدم ، وأن يأتي لولدها بمرضع إن جرى عرف أمثالها بعدم
إرضاع أولادهن .



على
الرجل حق الإنفاق بالمعروف ، وعلى الزوجة تدبير شؤون المنزل ، وأن تراعي
حال زوجها المالية ، فلا تكلفة فوق ما يطيق ، وأن ترعى الولد بالتربية
البدنية والروحية : قال عليه الصلاة والسلام : " والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة " ، وقال صلوات الله عليه : " خير نساء ركبن الإبل : نساء قريش ، أحناه على ولد في صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده "






ومما يستدعيه حسن المعاشرة أن يفسح الرجل صدره للزوجة ، تراجعه فيما يقوله أو يريد أن يفعله ، قال عمر بن الخطاب : صخبت على امرأتي ، فراجعتني فأنكرت أن تراجعني ، قالت فلم تنكر على أن أراجعك ! فو الله أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه .





وقد نبه الشارع الحكيم لمداواة المرأة ، إذا أخلت بشي ء من واجبات الزوجية في دائرة الصون والحضانة ، فقال عليه الصلاة والسلام : " واستوصوا
بالنساء خيرا ، فإنهن خلقن من ضلع اعوج ، وان اعوج شيء في الضلع أعلاه ،
فان ذهبت تقيمه كسرته ، وان تركته لم يزل اعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا
"






فالحديث الشريف يعلم الرجل كيف يسلك في سياسة الزوجة طريق الرفق والأناة ، فلا يشتد ويبالغ في ردها عن بعض
آرائها التي بها عوج ، فان ذلك قد يفضي إلى الفراق ، كما انه لا يتركها
وشانها ، فان الإغضاء عن العوج مدعاة لاستمراره أو تزايده ، والعوج المستمر
أو المتزايد قد يكون شؤماً على المعاشرة ، فتصير إلى عاقبة مكروهة .






وقد حمى الإسلام مال الزوجة ، فلم
يجعل ليد الزوج عليه من سبيل ، فأبقى لها حرية التصرف فيه على ما ترى ،
فهي التي تتصرف في مالها كما تشاء ، وليس للزوج حق في أن يتناول منه ولو
درهما إلا عن طيب نفسها ، وليس له حق في منعها من أن تتصرف في مالها على
وجه المعارضة ، كالبيع والقرض والإجارة ونحوها ، بإجماع العلماء ، وليس له
الحق في منعها من أن تنفق منه أو تنفقه على وجه التبرع كالصدقة والهبة عند
جمهور أهل العلم ، وإنما ذهب المالكية إلى أن الزوج وان لم يكن له حق في أن
يتناول ولو درهما من مال زوجته ، ولم يكن له حق في منعها من عقود
المعارضات ، فله حق في أن يمنعها من التبرع بأكثر من ثلث مالها ، وأدلة هذا
المذهب معروفه في كتب أهل الفقه .






وقضت
حكمة الشارع أن تكون العصمة بيد الزوج ، ولكنه كره الطلاق ، ووضع أمامه
أحكاماً ومواعظ شأنها أن تكف الأزواج عن الاستعجال به ، وتجعل حوادثه قليلة
جداً .






أمر
الزوج بان يعاشر الزوجة بالمعروف ، ودعا إلى التأني حيث يجد في نفسه كراهة
لها فلا يبادر على كلمة الطلاق ، فقد تكون الكراهة من الأحوال التي تعرض
في بعض الأوقات ثم تزول ، وقد بالغ الشارع في التحذير من المبادرة إلى
الطلاق ، فجعل احتمال أن يكون في الزوجة خير كثير ، كافياً في الاحتفاظ
بعصمتها والاستمرار على حسن معاشرتها فقال تعالى ( وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )



وقد يقع بين الزوجين
جفاء ينشأ من اعتقاد أحدهما أن الآخر اهتضم حقاً من حقوقه ، ومن حكمة
الشارع أن كره رفع أمثال هذا الخلاف إلى المحاكم وإذاعتها بين من لا خير في
اطلاعهم عليها ، وأمر بوضع أمثال هذه القضايا بين أيدي رجلين من أسرتيهما
ليسلك بها سبيل الإصلاح ما أمكن الإصلاح ، قال تعالى : وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما أن الله كان عليما خبيرا )






والحق أقول : أن الذي ينظر في التشريع الإسلامي بعين الباحث حر الفكر ، يراه قد أقام الزوجية على أساس من العدل وكساها آداباً تجعلها صلة روحية تساوي اقرب الصلات النسبية وأمتنها ، كالبنوة والأخوة .


وقد
تلقينا عن التاريخ ، ورأينا بأعيننا أزواجا وزوجات عرفوا حقوق الزوجية
واحتفظوا بآدابها التي نصح بها الإسلام ، فعاشوا في ارتياح وهناءة موصولين
بتعاطف واحترام ، وربما ظهر هذا فيما يصدر من الزوجين من عبارات الأسف
والتحسر عند الوادع ، كما قال ابن دارج عند وداع زوجته :



ولما تدانت للوداع وقد هفا *** بصبري منها أنة وزفير


تناشدني عهد المودة والهوى *** وفي المهد مبغوم(1) النداء صغير





حتى قال :


وطار جناح البين بي وهفت به *** جوانح من ذعر الفراق تطير





وقد
تظهر هذه العواطف الرقيقة في وصية عند حضور الموت ، كما قال يحيى الهندي
الأندلسي يوصي بان يدفن حذاء زوجنه التي توفيت قبله وحزن عليها حزنا بالغاً
:



إذا مت فادفني حذاء خليلتي *** يخالط عظمي في التراب عظامها


ورتب ضريحي كيفما شاءه الهوى *** تكون أمامي أوأكون أمامها


لعمل إله العرش يجبر صرعتي *** فيعلي مقامي عنده ومقامها








وقد تظهر العواطف في تشوق في حال غيبة ، كما قال المحدث ابن حجر متشوقا إلى زوجته ليلى الحلبية :


رحلت وخلفت الحبيب بداره *** برغمي ، ولم اجنح إلى غيره ميلا


أشاغل نفسي بالحديث تعللا *** نهاري ، وفي ليلي احن إلى ليلي





وقد تظهر في رثاء بعد الموت ، كما قالت الذلفاء ترثي زوجها نجدة بن الأسود :


سئمت حياتي حين فارقت قبره *** ورحت وماء العين ينهل هاملُه


وقالت نساء الحي : قد مات قبله *** شريف فلم تهلك عليه حلائلُه


صدقن ، لقد مات الرجال ، ولم يمت *** كنجدة من إخوانه من يعادلُه








وقد
تظهر العواطف في عبارات من المؤانسة يعرب فيها احد الزوجين عن إعجابه
بالآخر ، كما قال القاضي شريح بن الحارث في زوجة له تسمى زينب :



فزينب شمس والنساء كواكب *** وإذا طلعت الشمس لم تبق منهن كوكبا





وكما قال العرجي في زوجته وكان جدها من الأب عثمان بن عفان ، ومن الأم الزبير بن العوام :


إن عثمان والزبير أحلا *** دارهما باليفاع إذ ولداها


إنها بنت كل ابيض قرم *** نال في المجد من قصي ذراها





ولما تزوج الرشيد زوجته العثمانية أعجب بها، وكان كثيرا ما يتمثل بهذين البيتين .


ويتخلص لنا من هذا البحث أن طيب الحياة ومتعتها يتحققان في زوجة
سعيدة ، وسعادة الزوجية أن يكون كل من الزوجين على خلق سمح ، وأدب بهيج ،
ويجمع إلى ذلك صفاء الود ، والنصح لصاحبه حاضرا كان أو غائباً .






والزوج
والزوجة يمثلان في تقارنهما شطري البيت من الشعر ، والبيت من الشعر لا
يحسن وقعه في النفوس ، وتتهاداه الألسن والأسماع إلا أن يكون شطراه منسجمين
، يسعد احدهما الآخر في تأدية المعنى الذي صيغا من اجله ، وكذلك الزوجان
لا تزدهي حياتهما إلا إذا انسجما ، وقام كل منها بنصيبه من حقوق الزوجية ،
وظلا يعيشان في منزل ظهار ته المهابة ، وبطانته الصيانة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحقوق الزوجية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عايشنها صح :: علوم وثقافة :: شؤون تعليمية-
انتقل الى: