السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إخوتي هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى العظيم، أسأل الله عز جل أن ينفعني وإياكم به، إذا كانت هناك أي ملاحظات أرجوا أن لا تبخلوا علي بالنصيحة.
أحبائي حسن الخلق من الإيمان وصفة من صفات أهل الإحسان، فهو حلية المتقين وصفة من صفات الأنبياء و الصديقين والصالحين، بها تنال الدرجات،وترفع المقامات، وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم من كمال الإيمان فقال في الحديث الذي رواه الإمام أحمد "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا"، وقد أمرنا نبي الله صلى الله عليه وسلم بالتحلي به فقال: " اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" رواه أحمد والترمذي.
إخوتي لا يخفا عليكم أن لحسن الخلق فضائل كثيرة من بينها : أن المؤمن يبلغ به درجة الصائم قال صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم"رواه الترمذي، وهو أيضا من أسباب القرب من الرسول صلى الله عليه وسلم ففي صحيح ابن حبان أنه عليه الصلاة والسلام قال: ألا أخبركم باحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا : أحاسنكم أخلاقا ، ومن فضائله أيضا أنه يثقل ميزان العبد يوم القيامة ففي مسند الغمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مامن شيء أثقل في الميزان يوم القيامة من حسن الخلق".
أحبتي في الله ، إن خيرية المرء لا تقاس بصلاته وصيامه فحسب بل لابد من النظر في أخلاقه وشيمه فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:' لم يكن رسول اللع صلى الله عليه وسلم فاحشا ولامتفحشا وكان يقول "خياركم أحسنكم أخلاقا" متفق عليه ، ولو لم يكن في حسن الخلق إلا ضمان النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه بيتا في الجنة لكان كافيا، ففي سنن أبي داوود قال صلى الله عليه وسلم " أنا زعيم بيت في الجنة لمن حسن خلقه".
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة بحسن الخلق فقال: "يا أبا هريرة عليك بحسن الخلق" قال أبو هريرة رضي الله عنه 'وما حسن الخلق يا رسول الله' فقال عليه الصلاة و السلام " تصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك"رواه البيهقي، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: "احب الناس إلى الله أنفعهم، أحب الاعمال غلى الله سرور تدخله على المسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من ان أعتكف في المسجد شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كثم غيضا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة، ومن مشا مع أخيه المسلم في حاجته يثبها له، ثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل" رواه الطبري.