والّلهُ يَقضي ما يَشاءُ
أثقَلتُم كاهِلَ الحياةِ وضاقَ بكُم رَحْبُ الفَضاءِ ونَطَقَ حتى الحَجَرْ
قويّكُم يأكُل الضّعيفَ لا يُبقِ منهُ ولا يَذَرْ
وزَرعُكُمُ النّفاقُ والأذى والضّرَرْ
قوا نَسْلَكُمُ الهَلاكَ وقوا أنفُسَكُم مَسَّ سّقَرْ
أنَسيتُم كلُّكم على الأرضِ زُوّارُ وديعَةٌ في يَدِ القدَرْ ؟
ولِكُلٍّ مَصائرٌ وأدوارُ ورَحيلٌ وسَكَنٌ ومُستَقَرْ ؟
والّلهُ يَقضي ما يَشاءُ خلَقَ كُلّ شيءٍ بِقَدَرْ
نُقدِّر فتَضحَك الأقدارُ والعُقبى لِمَنْ صَبَرْ
وكُلُّ لَيْلٍ يتبَعُهُ نَهارُ والبَحرُ في مَدٍّ وجَزْرْ
ومَهما عَلا المَوجُ يَبقى لهُ انحِسارُ
وفي ثواني يَنقَضي الامْرْ
وكذا الإيمانُ تَحيا بهِ قلوبٌ فيَكفيها الفاقَةَ والفَقْرْ
فلِلمؤمِنِ هو قنديلٌ يُضيءُ عُتمَةَ القَهرْ
ولِلمؤمِنِ هو ضالّةٌ مِفتاحٌ لِكُلِّ خَيرْ
مما راق لي
يآسين